‏إظهار الرسائل ذات التسميات Arabic_Translation. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات Arabic_Translation. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 19 مارس 2014

أزمــة ..

شعر لـِ تشارلز بوكوفسكي
ترجمة: هانيــه عَســـوَد

أكثرُ مما ينبغي
أقلُّ القليلِ ..
سمينٌ جداً
نحيفٌ  جداً
أو لا أحد.

ضحكٌ أو دموعٌ.
كارهينَ
عشاقٌ ..

غرباءٌ بوجوهٍ مسطحةٍ
كظهورِ
دبابيسِ الألواح.

جيوشٌ تتراكضُ في
شوارعٍ داميةٍ
تلوحُ بزجاجاتِ النبيذِ
تذبحُ وتمتطي
العذارى.

رجلٌ مسنٌ في غرفةٍ رخيصةٍ
معْ صورةٍ لمارلينْ مونرو.

هنالكِ وِحدةٌ كبيرةٌ جداً في هذا العالم
يمكنكَ أنْ تراها في الحركةِ البطيئةِ
لأذرعِ الساعة.
الناسُ متعبةٌ جداً
مضللةٌ ..
إمّا منَ الحبِّ أو منْ عدمِ وجوده.

الناسُ ليسوا جيدينَ مع بعضهم البعضُ ..
كلٌ ضدَ الآخر.

الأغنياءُ ليسوا جيدينَ مع الأغنياءِ
الفقراءُ ليسوا جيدينَ مع الفقراءِ.

نحنُ خائفون.

نظامُنا التعليميُّ يُخبرنا
أننا جميعاً
يُمكننا أنْ نكونَ
الأغبياء-الفائزين ..
لكنه لم يُخبرنا
عنْ المزاريبِ
أو عن الإنتحار.

أو عن رعبِ شخصٍ واحدٍ
يتألمُ في مكانٍ واحدٍ
وحدهُ
غيرُ مرئٍ
غيرُ مُتحدثٍ إليهِ
يسقي نبتة.

الناسُ ليسوا جيدينَ مع بعضهم البعض.
الناسُ ليسوا جيدينَ مع بعضهم البعض.
الناسُ ليسوا جيدينَ مع بعضهم البعض.

أعتقدُ أنهم لنْ يكونو أبداً كذلك.
أنا لا أطلبُ منهمْ أنْ يكونوا كذلك.
لكنْ .. في بعض الأحيان، أفكرُ
في ذلك.

ستتأرجحُ الخرزاتُ
ستتكتلُ الغيومُ
والقاتلُ .. سيقطعُ رأسَ الطفلِ
وكأنهُ يأخذ قضمةً منْ مخروطِ آيس كريم.

أكثرُ مما ينبغي
أقلُّ القليلِ ..
سمينٌ جداً
نحيفٌ جداً
أو لا أحد.
والكارهينَ أكثرُ منَ العشاقِ.

الناسُ ليسوا جيدينَ مع بعضهم البعض.
ربما لو كانوا كذلكَ
موتنا لنْ يكونَ محزناً.

في الوقتِ ذاتِه .. أنظرُ إلى الفتياتِ الصغيراتِ
ينبتونَ
كزهورٍ الفرص.

يجبُ أنْ يكونَ هنالكَ وسيلة.
بالتأكيد ..
يجبُ أنْ يكونَ هنالكَ طريقةٌ لمْ
نفكر بها بعد.

منْ الذي يضعُ هذا العقل في داخلي؟
العقلُ يصرخُ
ويطالبُ
ويقولُ:
يجبُ أنْ يكونَ هنالكَ فرصة.

ولنْ يقولَ
"لا."

الخميس، 13 فبراير 2014

حلمٌ داخلِ حلمٍ ..

شعر لـِ إدغار آلان بو
ترجمة: هانيــه عَســـوَد

خُذ القبلةَ منْ على الجبينِ!
إنفصالي عنكَ الآن،
يسمحُ ليَ الإعترافَ بالكثير ِ

لم تكنْ مخطئاً ..
يا منْ إعتبرتَ
بأنَ أياميَ مجردُ حلماً.

لكنْ ..
لو كانَ الأملُ قد توارى بعيداً
في ليلةٍ، أو في أحدِ الأيامِ
في الرؤيةِ، أو في اللا شيءِ
أكان هذا سيعني
بأن ما غاب هو "الأقل شأناً"؟

كلُّ ما نراهُ
أو ما قدْ يبدو لنا
ليسَ سوى حلماً داخلُ حلمِ.

أقفُ وسطَ هديرِ
شاطئِ الأمواج المعذبةِ
وأحملُ في يديّ
حبوبَ الرمالِ الذهبيةِ
كم هي قليلة!
لكنْ .. كيف يمكنُ لها أنْ تتسللَ
من أصابعي
إلى أعمقِ أعماقي!
بينما أنا أبكي - بينما أنا أبكي.

يا الله! ألا يُمكنني التمسكُ
بقبضةٍ أشدٍّ؟
يا الله! ألا يمكنني أن أُنقَذُ
من موجةٍ بلا شفقة؟

هلْ كلُ ما نراهُ
أو ما قدْ يبدو
ما هوَ إلا حلمٍ داخلُ حلمِ؟ 

الثلاثاء، 11 فبراير 2014

حلُم ..

شعر لـِ إدغار آلان بو
ترجمة: هانيــه عَســـوَد

في رؤى ليلةٍ حالكةَ الظلامِ
حلمتٌ بأنَّ الفرحَ غادرَ ونساني.
لكنَ حلمَ يقظةٍ في نورِ أيامي
تركني مكسورُ القلبِ والكيانِ.

آه! كيفَ يسوى اليومَ بلا حلمِ النهارِ -
العيونُ مثبتةٌ
على ما يحيطُ منَ الأشياءِ -
وذلك الشعاعُ مرابطاً
يُضفيَ على الماضي الظلالِ؟

ذلكَ الحلمُ المقدسُ – ذلكَ الحلمُ المقدسُ،
بينما العالمُ كلهُ يؤنبني ويُحاسبني،
هتفَ ليَّ
كما الضوءُ الجميلُ ..
كروحٍ - وحيدةٍ - تبالي.

لكنّ الضوء
ذلكَ الذي شقّ العواصفَ والليل،
بدا مرتجفاً .. مرتعداً من بعيدِ ..
ما الذي يمكنُ
أن يكونَ
مشرقاً بهذا النقاءِ
في حقائقِ نجومِ النهارِ؟

الخميس، 30 يناير 2014

"وحيداً .. بصحبةِ الجميع"

شعر لـِ تشارلز بوكوفسكي
ترجمة: هانيه عَســوَد

اللحمُ يُغطي العظام
ويضعونَ عقلاً
هناكَ 
وروحاً .. أحياناً. 

النساءَ تكسرُ
المزهرياتَ على الجدرانِ
والرجالُ
أيضاً يشربونَ
كثيراً.

ولا أحدَ يجدُ ضالتهُ ...
فيستمرونَ بالبحثِ
زاحفينَ
داخلَ وخارجَ
الأسرّة.

اللحمُ يُغطي
العظامَ ...
واللحمُ يبحثُ
عن لحمٍ
أكثر. 

لا فرصةَ هناكَ
على الإطلاقِ؛
فنحنُ جميعاً مُحاصرونَ
بمصيرٍ
واحد.

لا أحدَ أبداً
يجدُ ضالتهُ.

مزابلُ المدينةِ تمتلئ،
المكباتُ تمتلئ،
مشافي المجانينَ تمتلئ،
المستشفياتُ تمتلئ،
المقابرُ تمتلئ.

ولا شيءَ آخرَ
يمتلئ.


ولد تشارلز بوكوفسكي في 16 أغسطس  1920بألمانيا لأم ألمانية وأب أمريكي من أصل بولندي. هاجرت العائلة إلى الولايات المتحدة في 1923 واستقروا في بالتيمور ميريلاند، ثم في لوس أنجلوس. كان أبوه معظم الوقت عاطل عن العمل. ويذكر بوكوفسكي في رواية السيرة الذاتية ("هام أون راى") عن تصرفات والده السلطوية وإذعان والدته للأهانة البدنية والنفسية تجاهها وتجاه الأبناء حيث أنه كان يضربهم ويثور عليهم لأقل خطأ.  وقد أثر هذا على نشأة بوكوفسكي فكان شاباً خجولاً ومنعزلاً أجتماعياً وضاعف من هذا الإتجاه أصابته بحالة متفاقمة من مرض حب الشباب، وكان أطفال الحى يسخرون من لكنته الألمانية وملابسه التي كان والده يجبره على أرتدائها.
تعرف بوكوفسكى على الخمر في أوائل شبابه وقد كتب لاحقاً واصفاً حالة الأدمان المزمنة التي أصابته "الكحول ساعدنى لفترة طويلة جداً" ووصف أن إدمان الكحول  كان السبب والطريق الذي إستفاد منه للتوصل إلى تفاهم أكثر ودي بشأن حياته. 
نشر أول قصة قصيرة وهو في سن الرابعة والعشرين، وبعد ذلك بعامين نشر قصة أخرى قصيرة وهي "20 دبابة من كاسيل داون." أصيب بخيبة أمل مع عملية النشر التي تاخذ وقتاً طويلاً فترك الكتابة لمدة عقد من الزمان تقريباً، وهو الوقت الذي قيل بأنه قضاه في حالة سكر (لمدة 10سنوات). خلال هذه الفترة عاش في لوس أنجلوس وعمل في مصنع مخلل لفترة قصيرة ولكنه أنفق بعض الوقت للتجول في الولايات المتحدة متنقلاً وعمل بشكل متقطع في المنازل الرخيصة. وفي أوائل عام  1950حصل بوكوفسكي على وظيفة في البريد لمدة ثلاث سنوات قدم بعدها إستقالته. تزوج من الشاعرة باربرا فراي عام 1957 وإنفصلا بعد عامين. في عام 1960 عاد إلى العمل في البريد وفي من ثم تعرض لصدمة نفسية بسبب وفاة جين بيكر كوني، حبيبته الأولى وأعظم حب في حياته، حول بوكويسكي الدمار داخله إلى سلسلة من القصائد والقصص التي تنعي وفاتها.
في عام  1969قبل بوكوفسكي عرضاً من دار النشر "بلاك سبارو" من الناشر جون مارتن وترك عمل البريد لتكريس نفسه للكتابة بدوام كامل، وكان عمره في ذلك الحين 49 سنة. بعد أقل من شهر واحد أنهى روايته الأولى "مكتب بريد." نشر بوكوفسكي تقريباً جميع أعماله الرئيسية في صحيفة بلاك سبارو. كان بوكويسكي أحد المؤيدين لدور النشر المستقلة الصغيرة فاستمر في تقديم القصائد والقصص القصيرة لعدد لا يحصى من دور النشر غير المعروفه طيلة حياته المهنية. توفي بوكوفسكي في 9 مارس 1994م في سان بيدرو، كاليفورنيا بعد معاناة من مرض سرطان الدم عن عمر يناهز الثالثة والسبعين، وكان هذا بعد وقت قصير من إنتهائه من روايته الأخيرة "اللب."