الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

وطن ...

تصوير - هانية عســوَد - بيروت


كُلما
تَنفـسْـتُ اســمكَ ..
إهتزّ قلبي

هانية عســـوَد
ديسمبر 2010

الأحد، 10 أكتوبر 2010

مراهنات ...

تصوير - هانية عســوَد - بيروت




في 
صميمِ الذاكرةِ
صورَ 
مراهناتِ
خساراتكِ
المتكررة
هانية عَســـوَد
أكتوبر 2010

الأربعاء، 14 أبريل 2010

أأن ...

تصوير - هانيـة عَســوَد - مادبا

أأن يكونَ التوهانُ في الأسئلةِ أحدُ أقدارنا أفضلُ منْ أنّ نعيشَ مع الأجوبةِ الجاهزةِ التي تُفصّلها لنا الظروف ويفرِضُها علينا المحيط!
هانيـــة عَســوَد
أبريل 2010

الثلاثاء، 23 مارس 2010

قديش في ناس!!

هانيــــة عَســـوَد 

أحمد شاب في مدرسة خاصة وبالمرحلة الثانوية، إلتقيت فيه بالصدفة مع فؤاد اللي هو أحد الشباب اللي كانوا مشاركين بواحد من المشاريع اللي كنت بشتغل عليها.  لما إتعرفت عليه أول مرة عرفت إنه بيدرس في أحد أهم المدارس الخاصة بالبلد واللي معروفة تاريخياً بإنه شبابها وصباياها "كوول على الآخر ومشلّف" وإنهم "سيسي أو فافي أو كتكات" أو بمعنى آخر مش سائل بالدنيا كتير ومش داخلين في معترك الحياة؛ وبيهتموا فقط بالأمور المادية من منطلق إنهم طلاب أغلى المدارس وبالتالي همه أولاد برجوازيين.  بس أحمد كان لطيف ومؤدب إلى جانب إنه كوول أكيد. 

في يوم من الأيام الكتيرة اللي بشتغل فيها لوقت متأخر بالمكتب بيجيني تلفون من فؤاد:
- هانية إنتي وين؟
* أنا بالمكتب كالعادة، إنت منيح فؤاد؟ في شي؟ قلقتني!!!
- أنا منيح ما تقلقي بس حابب أشوفك، بقدر أمرّ عليكي هلا؟
* هلا!!  آه طيب أكيد يلا تعى، مستنياك

فؤاد شاب عمره 19 لطيف ومؤدب ولو إنه ما بيظهر عليه أنه هيك من الإنطباع الأول. السنة اللي فاتت ما نجح بالإمتحان الثانوي النهائي وقرر أنه ما يعيد السنة وإنه يشتغل لحد ما يقرّر شو بدو يعمل بحياته.  أتعرّفت عليه من خلال قريب إله بعرفه وبعد ما إتقدم للمشاركة بأحد المشاريع بشغلي.  في المقابلة اللي عملتها مع فؤاد لما إتقدم للمشاركة بالمشروع، شعرت إنه متعطش للمشاركة بهيك نشاطات ويختلط مع شباب تانيين من عمره وفي مشروع تنموي بيهتم بالشباب بشكل خاص.  وعرفت منه إنه هو أكبر أخواته.  فؤاد مش صحبة كتير مع أهله لأنهم كل الوقت مختلفين ومش فاضيين لشي تاني، بس بيحاول أنه يتعاطى معهم؛ بمعنى آخر مش متمرد.  وضع أهله المادي مش كتير منيح وعشان هيك هو كمان فكر إنه يشتغل، على الأقل بيصرف على حاله ولو قدر يساعد بيكون كتير منيح.

بعد شوية وصل فؤاد بس ما كان لحاله؛ أحمد كان وراه وبقي واقف جنب الباب.  فؤاد طلب إننا ندخل لجوة المكتب وقالي من غير أي مقدمات: هانيــة بصراحة صاحبي بمشكلة كبيرة ولما قالّي عنها ما لقيت حد من اللي بعرفهم ممكن يساعدنا غيرك ومن غير ما يعرف أي حد تاني بالموضوع. 

إتطلعت على فؤاد ولما حسيت من عينيه إنه الموضوع جدّي، قلقلت وطلبت منه إنه يقلي بسرعة شو المشكلة وكيف ممكن أني أساعدهم.  فقالي وبرضه من غير ما يستناني أني أكمل جملتي، وكأنه كان محتاج إنه يرمي حملهم الثقيل على حد تاني ليساعدهم: أحمد عنده صاحبه في المدرسة وهي هلا حامل منه شهرين تقريباً.

إنصدمت .. إنصدمت وأخدت كم ثانية علشان أقدر أني أسجمع قواي العقلية وأكمل الحوار.  بس اللي فكرت فيه مباشرة أنه كيف يعني هيك! الأتنين شباب بالصف الـ 11 بالمدرسة لسة، كيف ممكن يصير هيك؛ مش شوية بدري إنهم ياخدوا هيك خطوة! وهو، أحمد، شو يعني أنه بيتعامل بشكل غير مسؤول تماماً وهلا بس حس إنه في مشكلة! 

أول شي سألته لفؤاد كان: طيب وهي بخير؟ وهاللي صار كان غصب عنها ولا بإرادتها؟
طمني فؤاد إنها هي بخير بس طبعاً مرعوبة جداً ومش عارفة شو راح تعمل وأكدّلي إنهم بيحبوا بعض وإنه اللي صار كان برضاها تماماً وبعدين قالي: على فكرة أنتي بتعرفيها وبتعرفي أهلها.  وأحمد كان قلقان إننا نقلك لأنه ما بيعرفك ولأنه خايف عليها ترتعب وتتضايق من فكرة أنه حد من اللي بيعرفها أوبيعرف أهلها يكون على علم باللي صاير. زادت دقات قلبي طبعاً وسالته: مين؟ قاللي: جنين.

بصراحة مش متأكدة لو لمّا عرفت الصبية حسيت بالتعاطف معاهم أكتر ولاّ حسيت بالغضب عليهم أكتر وما كان عندي وقت أني أفكر بالموضوع وقتها لأني صرت حاسة معاهم بالمسؤولية وبغض النظر عن قناعتي أو رأيي بالموضوع كله، حسيت أنه الشيء الأهم بداية هو إني أحاول أساعدهم يقدروا يحلوا هالمشكلة خطوة خطوة ليقدروا يطلعوا كلهم منها بسلام.  وأول شي كان موضوع الحمل بالتأكيد. 

وبعد شوية أتصالات رتبت موعد لجنين بعد يوم مع مركز إرشاء نفسي وإجتماعي نسوي متخصص للتعامل مع هيك حالات وتحويلها لعيادات طبية متخصصة ومجهزة ومرخصة.  وبنفس الوقت بيعرفوا يشتغلوا مع الصبايا والنساء بالشكل العلمي والإجتماعي الصح. 
رجعت وحكيت لأحمد وشرحتله اللي لازم يعمله وعند مين يروحوا وسألته لو محتاجين لشي فقلي لأ.  سألته: جنين راح بتروح لحالها؟ فقالي: أنا مش ممكن أتركها لحالها؛ أنا بتحمل جزء كبير من المسؤولية وراح أبقى معها كل الوقت.  طلبت منه يخبرني شو بيصير معهم وقلتله أني خبرت المركز يكونوا على إتصال معي في حال الحاجة. وطلبت منه كمان إنه يقنع جنين تثق بأهلها وتخبرهم.

إعتذر على كل الموضوع وشكرني كتير وبكل خجل وهدوء وأدب وعدني إنه راح يطمني.  أما فؤاد، حضني وقالي: "شكراً كتير يمة."  تركوني ومشيو.

من وقتها لتاني يوم وأنا على أعصابي ومش عارفة أركز بشي.  وبآخر النهار، بعد الموعد بساعة تقريباً أتصل أحمد وقالي إنهم راحوا وإنهم رتبولها موعد في العيادة بعد كام يوم للعملية وبنفس الوقت رتبولهم مواعيد لجلسات مع المختصة النفسية قبل وبعد العملية بالمركز وقالي: أطمني جنين بخير وأنا مش راح أتركها وشكرني مرة تانية.  شكرته علشان طمني وطلبت مني أنه يمرّ عليّ لو محتاج لشي وإنه يطمني كل ما بيقدر.  وبعد هيك أتصلت بالمركز أطمن فقالوا نفس الشيء وقالولي إنه العملية راح تكلف مبلغ مش قليل.  رجعت أتصلت بأحمد وسألته لو معاه المبلغ فطبعاً قالي: لا. وقاي بس إنه هو وفؤاد راح يحاولوا يتداينوا من ناس حواليهم وهو ممكن يحاول يشتغل باليومين الجايين علشان يجمع المبلغ.  قلتله يشوف شو بيقدر يعمل وإني أنا راح أحاول أساعد كمان. 

تاني يوم قررت أني أجمع تبرعات من مجموعة من أصحابي والناس اللي حوالي اللي بيثقوا فيّ ومش راح يسألوا عن التفاصيل.  جمعت تلتين المبلغ وحكيت مع أحمد وخبرته بهيك وهو قالي أنه بيقدر يكمّل الباقي منه بكل سهولة.  أحمد مرّ تاني يوم وأخد الفلوس وقاللي كمان مرة وبكل أدب: أنا بتعهد أني أرجعلك إياهم كلهم بعد فترة؛ أنا لقيت شغل بالليل ولازم أتحمل مسؤولية اللي صار.  طلبت منه إنه ما يقلق بالموضوع لأنه الفلوس أتبرعوا فيها ناس وما بيتوقعوا ترجعلهم وطلبت منه يهتم بجنين وبنفسة وبدروسة وبلاش الشغل بالليل يأثر على مدرسته.  شكرني ولما كان بيلف وجهه بدو يمشي، لمحت دمعه بعينه بس ما كنت متأكدة منها.

مشي أحمد وصارت العملية وأتصل أكتر من مرة وطمني أنه جنين بخير وخبرني أنهم عم بيروحوا على الجلسات بالمركز إنه المركز بعد قبولها هي تواصلوا مع أهلها وهمه كمان بالجلسات وكلشي ماشي تمام. 

وبعد أكتر من شهر إتفاجأت بيوم لقيت فؤاد وأحمد جايين لعندي على المكتب وأحمد بيعطيني الفلوس وعلى وجهه إبتسامة خفيفة وبعينه نفس الدمعه اللي إتشككت فيها يوم ما أخذ الفلوس مني.  وقاللي: ما فكرت إنه في يوم ممكن يصير معي هيك شي وما صدقت لما فؤاد قاللي إنه في حد ممكن يساعدنا من غير أي تجريح وتحقيق وأتهامات ومقابل.  صحيح إحنا غلطنا وإتعلمنا درس كبير وبعدنا عم بنتعلم بس كمان لازم نتحمل مسؤولية اللي صار معنا.  أنا درت بالي على جنين وعلى دروسي وبس بنفس الوقت قدرت إني أشتغل وأجمع الفلوس علشان ترجع لأصاحبها.  ما بعرف كيف أشكرك، وما عندي شي تاني أقلك إياه غير إنه بجد شكراً كتير، إنتي أنقذتي حياتنا ومستقبلنا.

ما لقيت عندي شي أقوله فحضنته وقلتله: دير بالك على حالك إنت وجنين وخليك جميل زي ما إنت هيك وما تتردد في يوم لو إحتجتني لأي شيء أنك تتواصل معي. 

ودعته ومشي.  وما قدرت أني ما أبكي وشعرت بالحرقة والخوف على الشباب اللي زيه والصبايا اللي زي جنين.  أكيد في زي أحمد وفؤاد وجنين شباب كتير اللي كل يوم بنشوفهم وبيمرّوا بحياتنا أو على هامشها ومن غير ما نعرف عنهم شيء.  أكيد في منهم ناس بتمر بمشاكل مشابهه أو مختلفة، أكيد في كتير مثلهم اللي ممكن يخطأ – تماماً زي كل كائن بشري كبير أو صغير – بس ما بيلاقوا حد يوقف معهم أو يرشدهم أو يساندهم.  قديش يا ترى في منّا ناس مستعدة إنها توقف معاهم من غير أحكام وتشويه وتساندهم من غير مقابل.  ومش بس هيك؛ قديش في شباب – أو حتى كبار - زي أحمد اللي بيقفوا وقفة مشرفة تجاه خطأهم وبيتحملوا مسؤولية تجاه الصبية أو أي "آخر" وتجاه "أنفسهم." 
بكيت كمان؛ بكيت كتير من إحساسي بالسعادة والفخر من اللي عمله أحمد وفؤاد. 

فؤاد وأحمد؛ بحبكم وبحترمكم كتير وبجد بتمرّوا ببالي كل فترة والتانية وراح تبقوا ببالي وبقلبي طول حياتي. 
جنين، لروحك كل السلام والحب مني ومن كل الناس اللي حبتك واللي كل الوقت بيتذكروكي بإبتسامة على وجههم.

للعلم بس، أسماء الشباب مش هي الأسماء الحقيقية؛ والقصة صارت بالعام 1998 وكتبت عنها هالفقرة بالعام 2010.  ومن سنة 2003 ما عندي أي إتصال مع أي منهم.

الجمعة، 19 مارس 2010

يحدث جداً ...

تصوير - هانيــة عَســـوَد - عمّان في بوكس آت
هانية عَســـوَد



يحدث أن ننسى أحياناً 
أن فضاءنا لا يخلو من آخرين  يقتسموه معنا؛ 
لهمْ منهُ ما لنا منه، 
ولهمْ منّا وعلَينا ما لَنا منهُم وعليهِم ...
يحدث ان ننسي أحياناً 
أن ننظر إلى ما بعدنا ومن حولنا

مارس 2010

الأربعاء، 17 فبراير 2010

Only NEAR you Jerusalem

By Hania Aswad

Over the hills
and so so NEAR,
there stands
the city of my birth ...
Jerusalem.

Travelling often, 
I cross into countries, regions and continents. 
Yet traveling into Palestine, 
I can only pass 
NEAR the boarders 
of you Jerusalem.

So NEAR;
NEAR enough to
breath your air,




and see your land ...  
but with so much pain 
and sorrow within.

Few meters away from my grasp ..
but impossible to be reached.


And with every trip
the pain is increased.

The pain of belonging  
to a confiscated
childhood memory & home,
a stolen natural present,
and of a forbidden
connection to roots.

Jerusalem, 
where my lungs took their first ever breath;
my eyes first time ever seen the light;
and my being in this world had ever become.

My city ... 
the city where my grandparents are buried
and where their grandparents are buried too
had been taken over by other children
whose parents and grandparents
had come from other countries
to take the place of me, 
my parents, grandparents 
and stay.