الاثنين، 9 يونيو 2014

غُربة ...

لوحة للفنانه نتاشا المعاني - تصوير هانيــة عســود
غُربة غريبة زي الغراب
بتزعق وتنوح ...
ليه يا بلدي كدة ليه!؟
ده احنا وبرغم كل الجروح
كنّا لسة شايلين حبتين أمل
وبنحلم إنّ الأسى حيروح ...

هانيــــــة عَســـــــوَد
9/6/2014

الأحد، 8 يونيو 2014

العشقُ هو ...

مسجد السلطان أحمد؛ إسطنبول - تصوير هانية عســود

فايروسٌ يصيبُ "الروح" .. 
ذلك الشئُ الغائبُ الموجودُ
الذي يرفضُ الكثيرَ من العلماءِ إقرارَ أي وجودٍ لها
- فلا هي المادةُ ولا الوعي -.  
وحيثُ فشلَ أطباءُ العالمِ على إيجادِ
أدويةً وعقاقيرَ شافيةً منهُ،
تاهَ كُل القديسينَ والمشعوذينَ والسحرةَ
في أزقاتِ الأهراماتِ ، وممراتِ الكولوسيوم، 
وحواري الأندلسِ بينما كانوا 
يبحثونَ في سرِّ لعنتهِ وتفاسيرَ وجوده.
....
هانية عَســوَد
7 يونيو 2014

حيثُ آثرتَ منذُ زمنٍ ...

شتاء عمان - تصوير هانية عَسـوَد
هانيــــة عَســـــوَد
 ....
حيثُ آثرتَ الإستسلامَ
لأنّ الزمانَ أخرقْ،
والعقيدةُ والمكانُ أعتقْ
والهواجسَ أهمُّ
والتوهانُ أصدقْ ...
 ....
حيثُ آثرت منذ زمنٍ
أن تكونَ 
غيرك ...
كانَ لا بدّ أنْ أصبح أنا أيضاً
غيري.

1/1/2014

الاثنين، 2 يونيو 2014

أوروبا تنتخب .. سلفية الغرب

بصراحة إنصدمت وما إنصدمت من فكرة إنه نتائج الإنتخابات في أغلب الدول الأوروبية لعام 2014 فاز فيها اليمين.  وأول شيء خطر ببالي هو إنه إحنا العرب وقاطني الوطن العربي من غير العرب، بجد بنجلد حالنا أكتر من اللزوم وبنفكر إنه ما حد عنده مصايب ومتخلف زينا.  وما في عدل بالهالشيء لأنه لو أوروبا بأغلبيتها بتختار اليمين في 2014، يبقى بصراحة ما في حد أسوأ أو أحسن من حد ..

إتذكرت نقاش دار من شي أسبوعين (يعني قبل الإنتخابات) مع عدد من الأصدقاء واللي بدا بشكل أساسي بفكرة قديش "المجتمعات العربية" مُساقة ومُهادنة والحديث كان بيخص الأغلبيات ومن غير نفي وجود أشخاص بتفكر وبتعمل بشكل مختلف.  طبعاً بما إني الشخص المشاغب - كما العادة -، كان رأيي إنه الجملة مجحفة بحقنا لأنه الإنسياق والمهادنة ممكن يبقوا سمة موجودة لدى الأغلبيات في كافة الشعوب ومش بس الشعوب العربية وفي أسباب لهيك.  ردهم عليي كان: "إنه ما فينك تساوي بين الشعوب الأوروبية والشعوب العربية أو غيرهم من العالم الثالث.  بالآخر أوروبا مثلا دخلت بمية مرحلة ساعدت على تطوير الفرد الأوروبي بالإضافة للقوانين والنظم الحياتية اللي بتخليهم بالتأكيد أحسن مننا .. من الثورة الصناعية للنهضة لـ ولـ ولـ .."

بيحضرني هلا مسرحية "عدو الشعب" للمخرجة نورا أمين والمأخوذة من نص للكاتب "توماس إبسن" اللي حضرتها في ديسمبر 2012 في القاهرة.  المفهموم أو المفاهيم اللي طرحتها المسرحية - أو على الأقل بإستقرائي الشخصي -، همه؛ الأولى: فكرة الأقلية الواعية من الشعب مقابل الأغلبية غير الواعية، من هم الطرفين، مستوى سلطة وقوة كل منهما، المصالح اللي بتأثر على دور وأداء وسلطة كل منهم، أثر كل طرف على الآخر، إلخ.  والثانية هي قدرة الطبقة الحاكمة / أصحاب النفوذ بأي مكان لإستغلال الأغلبية غير الواعية لمصالحها.  واللي برضه ذكرني بوقتها بما أتى على لسان قائد المعارضة برواية "1984" للكاتب البريطاني جورج أورويل اللي بيقول فيها: "من غير المستحب أن تمتلك (الطبقة العاملة) مشاعر سياسية قوية، فكل ماهو مطلوب منهم تملك روح وطنية بدائية يمكن استدعاؤها كلما كان ذلك ضرورياً لجعلهم يقبلون بساعات عمل أطول أو بحصص أصغر من الإعاشة، وحتى عندما بنتابهم السخط كما يحصل في بعض الأحيان، فإن ذلك لن يجديهم نفعاً، لانه من دون أفكار عامة لايسعهم التركيز على مظالم صغيرة، وتفوتهم ملاحظة الشرور الأكبر."
وتعريف "الأغلبية غير الواعية" ما بيشمل من وجهة نظري - بالضرورة -  الناس من "العامة" و "غير المتعلمين" أو أصحاب الدخل المتدني مثلاً، لا، وكمان ممكن يشمل في كتير من الأحيان، العديد من الناس "المتعلمة" ومن كافة الطبقات.  بالإضافة لأنه "الأقلية الواعية"، مش بالضرورة هي "أقلية فاعله بشكلٍ حرّ وإيجابي"؛ لأنهم ممكن مع الوقت أو بحسب الظروف يتواطئو - بوعي أو دون وعي - مع الأغلبية أو مع الطبقة الحاكمة لجعل الأقلية الواعية أقلية الأقليات.
طلعت يومها من المسرحية وأنا حاسة بتقل على صدري وقلق كبير ومرارة متجددة من أنه اللي إجى بالمسرحية هو الحقيقة المرة اللي بنعيشها في كل مكان على هذا الكوكب. 

سواءاً بالعلاقة مع نتائج الإنتخابات أو تباعاً للنقاش اللي صار مع أصدقائي اللي بحبهم وبحترمهم بالتأكيد، أو بالعلاقة مع "عقدة تفوق وفوقية الأبيض والأجنبي" السائدة والمتفشية فينا وفي مجتمعاتنا، أو أو أو ..  عندي تلات نقاط بحب أطرحهم؛

1) مبدئياً .. إحنا حقيقي مش مضطرين نقارن حالنا كل الوقت بالآخرين علشان نقيس وين إحنا.  وصدقاً أنا ما بشوف أصحية وأهمية إننا نقيس الأشياء بناءاً على عمل المقارنات فقط، بس لو بدنا نعمل هيك يا ريت نفكر بالآتي:
أغلب المقارنات - سواءاً على المستوى الرسمي أو من قبل مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية أو من قبل الأفراد - بتصير بناءاً على معايير مغلفة ومحددة مسبقاً، وعلى النمطية والفكر السائد اللي بيوصلنا من الإعلام الأوروبي والعالمي - اللي بأغلبيته - مُوجه من قبل أصحاب القرار والسياسيين والمتمكنين من رجال الدين والإقتصاد الأوروبيين وغيرهم.  في كتير تفاصيل في واقع الدول الأوروبية وأداء المجتمعات والأفراد سواءاً في بلادهم ولا خارجها بيختلف كتير عن الصورة المصدرة إلنا ولغيرنا عن العالم الأول.  بالإضافة لأنه كتير من هالفكر السائد مربوط "بفكر العولمة الكاملة" واللي في كتير ناس - بأوروبا وبكل العالم حتى بالوطن العربي - عم بترفضه.

أخلاقياً وعلمياً .. برأيي الشخصي، المقارنات اللي بتنبنى على قياس التفاصيل ممكنة وفيها عدل لما بتنعمل داخل بلد واحد أو بين مجموعة بلاد بتحظى بمعطيات أساسية متشابهة (وبرضه بتحفظ).  لكن القياس والمقارنة بين الدول والشعوب اللي ما بتحظى بنفس المعطيات الأساسية، مش ممكن يبقى صح أو حقيقي أو عادل لو صارت المقارنة بينها بناءاً على التفاصيل.  بالتأكيد إنه في كمّ كبير من المعطيات الأساسية بتختلف كتير بينا وبين أوروبا، نوع المشاكل اللي عندنا بتختلف عن نوع المشاكل بأوروبا .. الثقافة السائدة بتختلف، القوانين بتختلف، مستوى التعليم بيختلف .. كمّ الموارد والحقوق بتختلف، دور كل بلد على المستوى السياسي العالمي والتدخلات السياسية الخارجية فيهم بتختلف، إلخ.
لو بدنا نعمل مقارنة، فالأجدى إنها ما تبقى مبنية على التفاصيل الصغيرة وتباعاً للإطار الضيق تبع "إحنا وين وهمه وين؟"  وبالتالي بيبقى الأصح والأكثر عدلاً هو إننا نعمل المقارنة بإطار إمكانياتهم، والمسارات المختلفة اللي مرّوا فيها والأشياء اللي حققوها والفكرة السائدة اللي بيصدروها كعالم أول ووين وصلوا هلا .. مقابل إمكانياتنا ومساراتنا وشو حققنا والفكرة السائدة اللي للأسف إحنا بنساعد كل الوقت على تصديرها، ووين إحنا هلا .. ولو كل الوقت فكرنا هيك بنلاقي إنه كل حد فينا عنده مشاكلة وتحدياته زي ما عنده إمكانياته ونجاحاته .. بإطار معطياته وظروفه وواقعه.  وعليه وبناءاً على إبسن وأورويل وكثير غيرهم، فالأغلبيات بالشعوب الأوروبية أو شعوب العالم الأول، مش أكثر وعياً ولا بالضرورة أقل إنسياقاً ومهادنة من الأغلبيات في الشعوب العربية أو غيرها من شعوب العالم التالت - ماخدين بعين الإعتبار الكثير من الفروقات اللي بتخص كل مكان وشعب لحاله. 

وعوماً أنا بحترم بإنه الشعوب بتعيش مساراتها لتعبر من مرحلة لأخرى.  ولهيك أنا بقدر جداً المسارات المختلفة اللي عاشتها أوروبا واللي نقلتها للنهضة اللي كانت فيها من سنوات يمكن لحد بداية دخول العولمة.  بس هالشيء ما بيعني إنه لازم وبالضرورة كل الشعوب تمشي بنفس المسارات لتقدر توصل اللي وصلته أوروبا رغم قناعتي برضه إنه في كتير أشياء بنقدر نتعلمها من كل الشعوب ومساراتهم، سواءاً بالعالم الأول أو الثالث. 

2) منطقياً .. أنا بالتأكيد مقتنعه بإنه نجاح اليمين في أوروبا هو تابع لعدد من المسارات اللي عاشتها هاي المجتمعات من ناحية - مثل تظاهرات المهاجرين في فرنسا -، بالإضافة لإنها بالتأكيد تأثرت بأحداث وتفاصيل مجتمعات تانية - مثل سبتمبر 11 -.  وبإطار إنه هاي المجتمعات عاشت لمدة سنوات طويلة تنعم بقوانين بتحمي حقوق الإنسان على مستويات متعددة، بالإضافة لوجود نظم وقوانين للمسائلة والمحاسبة وحكومات فيها تعددية وحوار وعليه بيطور إفتراض عند الجميع بوجود مستوى أكبر من الوعي والتقدم وبالتالي نتائج أفضل على مستوى إنتخابات 2014 وبالتأكيد أداء أفضل على مستوى كتير من الإشكاليات الداخلية.

وموضوعياً .. لو بدي آخد بس مثل الأحداث الداخلية وتحديداً بإطار تنامي التحفظ اللي بيوصل للكره والرفض للمهاجرين في الكثير من المجتمعات الأوروبية واللي مبرر بفكرة إنه المهاجرين فاسدين وحرامية ومش متعلمين وبيشتغلوا بالمخدرات والشحدة، و و ..  يعني ممكن أفهم إنه هالشيء ممكن يتطور مع الوقت في دولة ما عندها أمكانيات وظروفها السياسية والإقتصادية حرجة أو صعبة.  بس لما دول العالم الأول بيفتحوا أبوابهم للمهاجرين سواءاً العرب ولا الأعراق والجنسيات الأخرى وبيستقبلوهم في بلادهم، برضه بيبقى التوقع إنه في خطة واضحة عند هاي الدول المتقدمة لكيف بدها تدمج هدول المهاجرين واللاجئين (كأغلبية ومش كحالات فردية) في مجتمعاتهم، آخدين بعين الإعتبار التفاوت بين خلفيات المهاجرين أنفسهم.  وفي توقع إنه زي الملايين اللي عم بيصرفها الإتحاد الأوروبي وصناديق الدول هاي على مشاريع "خلق فرص عمل" في دول تانية، إنهم بالمقابل راح يصرفوا مبالغ لخلق برامج تدريب وتأهيل وفرص عمل وتعليم لكل المهاجرين بدل من تخصيص مبالغ عم بتصرف كاش أو بخدمات (مستوى تالت وخامس) بدل هجرتهم وهمه قاعدين في بيوتهم اللي بأغلبيتها بتبقى بتجمعات سكنية محدد لهم.  تلقائياً بيصير من السهل إنه يتعزز عند كثير من المهاجرين، الإتكالية والتقوقع وعدم الحاجة للإنخراط في المجتمع والعمل لإيجاد الدخل والإنتاجية.  وبرضه ممكن أفهم إنه في نسبة من المهاجرين يلاقوا هادا النوع من الحياة أسهل أو أفضل بس بالتأكيد مش الأغلبيات الفقيرة من المهجرين في أوروبا اللي عايشة بأوضاع (مش بس إقتصادية) سيئة ومتدنية ووصل الحال فيهم لأنهم يبقوا سبب في نجاح اليمين في أوروبا لأنهم برأي الكتير من الأوروبيين بيشكلوا تهديد على ثقافة وأمان المجتمعات والدول.   بس لو دول العالم الأول ما عندها خطط ومصاري وبرامج واضحة لتوفير فرص حياة كريمة للمهاجرين اللي فتحتلهم أبوابها، ليش إذاً فتحت أبوابها للمهاجرين؟ هل هو علشان يبقى إلهم وزن في اللعبة السياسية اللي بتخص بلد المهاجرين مثلاً؟ ولا نخوة إنسانية وهلا صاروا بورطة ومش عارفين يحلوها؟ 

3) أخيراً وبكل المعايير السابقة .. وبرغم من إني مقتنعه تماماً بإنه منطقتنا فيها إشكاليات كبيرة على المستوى الثقافي الإجتماعي اللي مبنية على نظم ومبادئ وعادات مرسخة وصعب تغييرها، أنا كمان مقتنعه إنه شعوب المنطقة وأجزاء من ثقافاتهم فيها الكتير من الإيجابيات والزخم اللي ممكن ينبنى عليه ويتطور.  منيح يبقى في ثقة فينا وفي المسارات اللي بتخصنا سواءاً كمنطقة أو كدول منفصلة، إننا نبقى قادرين ننتقد الغلط ونعزز الصح والتفاصيل الإيجابية ولما بنعمل أي مقارنة نبقى بنعملها بوعي وبعدل أكثر إلنا كما للآخرين.
 
ومثل ما هو مهم إننا نشوف التفاصيل الصغيرة اللي بتخصنا ونقيمهم ونقيسهم بإطار معاييرنا ومعطياتنا ونشتغل على تغييرهم، برضه كتير مهم إننا نشوف الصورة الأكبر ونحط التفاصيل في مكانها الأصح ونشوف ونقيم من أكتر من زاوية ومش بس من زاوية النمطية والخطاب السائد وفكر العولمة والإعلام الرسمي والمُوجه في كل العالم. 

والأهم من هيك، إننا  ما نضل نقلل من أنفسنا ومحيطنا ومحاولاتنا برغم قلة الموارد والأوضاع الصعبة على كتير مستويات ونشوف الآخر "الأبيض" أهم وأحسن منّا بشكل مطلق.