الاثنين، 31 ديسمبر 2012

في مناجاة الطبيعة-الأم ..

   تونس 2012 - تصوير هانيــة عَســــوَد


هانيــــة عَســـوَد

أزهري لنا الأرض ..
إمليئها وأملئينا بعطر زهر اللوز واللوتس والعنبر
جودي علينا بالقمح، بالبلح، بالليمون والزيتون والزعتر
إطرحي الخيرات في نهرها وبحرها
خففي من روعها ومن آلامها
وإزرعي حبها في قلوب قاطنيها وعلمينا صونها وحمايتها

أضيئي لنا السماء ..
طرزي فيها النجوم اللامعه
أنعمي علينا بنور قمرها ودفيء شمسها وحكمة كواكبها
إروينا من ماءها
أنثري علينا بركات سكانها الصالحين
أحفظي أرواح من فيها من أحباءنا
علمينا التأمل في سحر سكينتها

إملئي قلوبنا بالحب، بالبهجة والسلام والرحمة
وأجسادنا بالدفىء والإكتفاء، وأرواحنا بالأمل والحلم والطمأنينة
وعقولنا بالحكمة والإنفتاح والمعرفة
إمسحي من ذاكرتنا كل ما أذانا
وخذي منّا - ولا توفري – أحزاننا والآمنا
واحفظي لنا كل من نملأ حياته بالهناء .. ليبقى ويملانا

في مناجاة الطبيعة-الأم ونحن على أبواب عام 2013

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

علّي صوتِك ..


شهاداتهنّ نيشانُ كرامتهن ...

شهاداتهنّ وصمةُ عارٍ
ستبقى محفورة على
إيديكم، وجوهكم، مستقبلكم، تاريخكم، سياستكم، من يساندكم ومن يبرر لكم ومن يتواطئ معكم.
ستبقى محفورة حتى على قبوركم.

هانية عَســوَد
ديسمبر 11، 2012 

الخميس، 22 نوفمبر 2012

أمل ..

تصوير هانية عسـوَد - بيروت



أعذبُ نسماتِ الأملْ 
تلكَ التي تملئُنا وتحتضِنُنا 
ونحنُ في ذروةِ الإحباطِ والمللْ.


هانيـــة عَســـوَد
نوفمبر 2012

الجمعة، 14 سبتمبر 2012

ميكروفون إبن البلد ...


هانيــــة عَســـوَد

برغم كمّ مشاعر الوجع والمرارة اللي عشتهم تحديداً بآخر فيلم "مايكروفون"، برضه بقيت المشاعر الحلوة اللي ضلت تكبر جواي طول الوقت وأنا عم بشوفه، أكبر.  بس بعد هيك إتحولت المرارة لوجع على الشباب والصبايا والناس اللي أكبر كمان اللي كل الوقت بيفكروا يتركوا "البلد" (بغض النظر أي بلد – في منطقتنا العربية).  وهالشعور هو برضه نفسه اللي حسيته بعد ما شفت فيلم "إبن البلد" واللي أنتجتة جمعية إسكندريلا للفنون في الإسكندرية بجهد مجموعة من الشباب الإسكندرانيين.  وبرضه هو شعور صارله فترة عم بيتكرر عندي بشكل مكثف للكم المتزايد من الناس اللي بلتقي فيهم في كتير دول بالمنطقة العربية واللي موضوع السفر والهجرة بالنسبة إلهم أصبح هاجس حقيقي ومش بس من منطلق التبادل والتعلم والإكتشاف، لأ كتير أكتر وأكبر من هيك. 

إنه يبقى في عدد كبير جداً ومتزايد من الناس اللي عايشة بالمنطقة وبتفكر كل الوقت إنه "أي مكان ممكن يبقى أحسن" من بلدهم، هو شيء مش بس بيوجع وبيملينا بالمرارة، لا، وتبعياته كتير أكبر من اللي ممكن يخطر ببالنا بشكل عفوي.  هذا ما بيعني بحقيقة الأمر إنه أكيد في بلدان ممكن تبقى – بأشياء معينه – أحسن أو أفضل، بس مين بيقول إنه بلادنا كمان – بأشياء معينة وكتيرة – هي مش أفضل لكتير ناس بتترك بلادها وبتيجي لعنا.  في سؤالين كتير مهمين إنطرحوا بالفيلمين "ميكروفون" و "إبن البلد"؛ يا ترى هل الوطن هو المكان اللي بنحبة وفيه الناس اللي بنحبهم؟ ولا البلد هو المكان اللي "بنحلم" إنه يبقى فيه فرص أكتر و "يمكن" حياة ودخل وحرية ومساحة أكتر.  زي كل الأسئلة التانية اللي بهالنوت، أنا ما عندي شك بإنه الناس اللي مقتنعه بإنه بدها تمشي عندها كتير إجابات وحجج للرد عليهم؛ بس سؤالي هو ليه لازم هالمكانين يبقوا إتنين منفصلين؟ ليه ما فينا نشتغل حقيقي، زي خالد وهاني وآية وعز وعادل وإيهاب وسامح وعلياء و و لنحاول نعمل هالشيء!!!

العدد بيزيد بكل لحظة، وبإعتقادي هالشيء هو أحد الأسباب الأساسية اللي مخليه بلادنا ومنطقتنا تحافظ على جوانب سلبية قديمة ومتوارثه كتيرة وتُطور جديدة  كمان، وتحافظ على إستمرارية الأتنين.  فكرة إنه أي إنسان يوصل لمرحلة بيبقى بس بيفكر بالوقت أو الفرصة اللي ممكن تخليه يترك المكان اللي عايش فيه، بتفرغه من جزء كبير جداً من إحساسه بالإنتماء والمسؤولية تجاه أي شيء - غير نفسه بشكل فردي – يمكن.  وحتى بالعلاقة مع نفسه بيبقى الموضوع برضه مرتبط بشكل مستمر وكبير إنه يبحث ويعمل الأشياء اللي ممكن "تساعدني أمشي."  وهالشيء بينطبق تقريباً كل حد بده يمشي، يهاجر، يسافر لفترة، إلخ. سواءاً كانوا من أصحاب الشهادات الجامعية والإمكانيات الفنية وكمان العمال والناس اللي عندها مهارات تقنية أو حرفية وحتى الناس اللي لسة بتحاول تلاقي طريقها بالحياة.  هل هاي الأماكن ممكن تبقى أماكنّا، أو أوطان إلنا؟  هل ناسها ممكن يبقوا ناسنا؟ هلى ممكن تحتضنا بمين إحنا وشو لوننا ولغتنا وثقافتنا وتاريخنا و و أكتر من بلداننا أو منطقتنا؟

بمنطقتنا العربية، كمية الناس اللي بتمتلك إمكانيات على مستويات كتيرة – كل المستويات – كبيرة جداً وكمّ الثقافة والعلم والفهم والفن والموهبة والحب والأمل كمان كبير كتير، التاريخ، الحضارات، الثقافات، اللغات، الألوان، الأديان والمعتنقات، غني وكتير، أكتر بكتير من دول تانية. ومش معقول قديش ممكن تبقى كل هالأشياء والتفاصيل - وتحديداً الناس اللي حوالينا – شيء ملهم بدرجة عالية لو بس حاولنا نطّلع حوالينا أكتر ونقّدر التفاصيل الإيجابية وما نبقى بس شايفين أو حاسين التفاصيل السيئة؛ أو بكتير أوقات رافضين أو خايفين إننا نشوف الأشياء والتفاصيل الجميلة – علشان "ما نتعلق في بلدنا أكتر."  وهالشيء على سبيل المثال تم طرحه بشكل جميل بفيلم "إبن البلد" اللي تم إنتاجه من شباب جداً ملهمة.  وفيلم "ميكروفون" نفسة عرض عدد كبير من الناس الحقيقية اللي عندها إمكانيات وموهبة وإبداع – سواءاً الفنانين المعروفين أو الناس اللي بتشتغل على الأرض أو حتى ألأطفال اللي بالشارع - واللي موجودين كلهم بمدينة وحدة بس بمصر وبالمنطقة العربية.  يا ترى هل الدول الجديدة اللي بنحلم إنها تبقى بلداننا وأوطاننا أو حتى بس أماكن لإقامتنا راح بتعطينا بالضرورة فرص ومساحات وإلهام وحرية أكتر من بلداننا ومدنا هلا؟    

أحد مشاكلنا الكبيرة بهالمنطقة، أو يمكن هي مشكلة بشرية بحت ومش مربوطة بس بهاي المنطقة، إنه عندنا كتير إمكانيات لإننا كل الوقت ننتقد ونسلط الإتهامات ونعلل ونحلل ونناقش ونطالب ونطالب ونطالب، بس بدنا "حد آخر" يتعب عننا علشان يطبق اللي بدنا ويحللنا مشاكلنا ويغيّر القوانين لمصلحتنا وينظف البلد ويزبط الثقافة العامة فتصير مثلاً فجأة البلد نظيفة حتى لما بنرمي الزبالة بالشارع، أو مثلاً يبقى عندنا حرية أكتر "إلنا" – بس يا ريت – الحرية ما تبقى بشكل عام، لأ يعني على القياس اللي بنقبله لإخواتنا وأمهاتنا، الشكل اللي بيتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا.  وكمان يا ريت كل الحلول والتغييرات تبقى سريعة - أسرع من سرعة البرق – لو ممكن علشان إحنا روحنا ضيقة والوضع صعب ومش مستحملين وتعبنا و و.  وهاي المشكلة أو الإشكالية الكبيرة هي الشيء اللي معولين عليه أصحاب السلطة والنفوذ ورؤوس الأموال، أو بمعنى آخر، "القلة الحاكمة" بالعالم كله. 

أنا بأمن بإنه الإنسان – بشكل كبير – هو نتاج بيئته وتاريخة وتجاربه ومحيطة، وبنفس الوقت بأمن بشكل كتير كبير إنه المحيط والبيئة هو نتاج الناس اللي بتعيش فيه.  لما هاجس عدد كبير من الناس في مجتمعاتنا واللي المفروض يبقوا منتجين وفاعلين ومؤثرين إلهم وببلداننا هو السفر والهجرة، أكيد بلداننا عمرها ما راح تتغير لأنه هالعدد الكبير – جزء كبير منه - غير مهتم وغير منتمي بشكل حقيقي وما بيعمل بالضرورة كرمال نفسه وبلده، لا بيعمل بس كرمال نفسة بالأساس و"تنحرق البلد باللي فيها."  هادا طبعاً غير عن الناس اللي بتشغل مع غيرها أو لغيرها - بس لما الموضوع بيبقى ممكن يفيدهم همه بشكل مباشر، وبرضه، لو مش هيك "وأنا مالي، خلي المتضررين همه اللي يخانقوا بالموضوع، ليش أنا"؛ بالتالي إلهم بيصفي التغيير للأفضل هو "يس مصلحة فردية" ومش "قيمة حياتية" ممكن تفرزلهم واقع أفضل إلهم ولغيرهم على كل المستويات.  وكمان لهيك لما الناس بتبقى قلبها حقيقي على مكانها ومش بس على مصالحها الفردية (والفردية بتختلف عن الشخصية)، ممكن إننا نقدر بيوم نغيّر القوانين مش بس نطلع نتظاهر بالشارع ونقول "عملنا اللي علينا وبصراحة التغيير العملي والفعلي هو دور حد تاني"؛ وممكن بيوم نقدر نبني نظم أفضل لتربية أبناءنا مش بس نثور على أهالينا بلحظات من حياتنا وأول ما نصير أهالي بنطبق بإصرار ووعي كامل اللي في يوم ثورنا ضده؛ لما قلبنا حقيقي على البلد ممكن نعمل مشاريع بتشمل الناس مش بتستغلهم وللناس مش بس علشان نضل نقدر نجيب مصاري، وممكن نعمل أفلام زي هاي وأغاني وجرافيتي، وممكن نرجع نزرع الأرض ومش بس نتظاهر ونقول "يسقط النظام" - النظام مش فرد أو مجموعة أشخاص -.  اللي ممكن يغير البلد وثقافته ونظمه هو إننا "نفعل" ونشتغل بشكل إيجابي ومش بس نبقى عايشين ومتعايشين وبس نعمل "ردات فعل" على اللي بيصير فينا وعلينا من "الآخر." 

معترفة ومتفقة إنه الإشكاليات كتير كبيرة ومعقدة، بس التغيير بده وقت والمجتمعات بعاداتها وتقاليدها ونظمها ما إنبنت بيوم وليله ولا بسنة وحدة ولا بـ 10، واللي بنى كل هالأشياء على مدار التاريخ مش قوى خارقة أو خارجية، الناس هي اللي شكلت نظمها وعاداتها وتقاليدها.  وبدل ما نستسهل إننا نترك بلداننا ونروح على بلدان تانية "حد آخر" جهزلنا النظم "الأفضل" فيها، ليه ما نغير اللي عندنا؟ ولاّ عندنا غير، لأنه "في أشياء ممكن نعيشها ونقبل فيها بره آه بس عندنا ما بينفع حتى نخانق عليها ونطالب إنها تتوفرلنا ولغيرنا لأنها بتتعارض مع السياق الإجتماعي أو لأنها ممكن تهدد فئة معينه من الناس، أو أو!!
 
الناس اللي شكلت أو بتشكل النظم في المجتمعات هي ناس عندها مصالح مباشرة – شخصية (بس مش فردية)، مصالح قوية كفاية لدرجة إنها بتخليهم يعملوا "فعل" معقد ويحاربوا بكل ما يملكوا علشانه ومش بس تتعايش وتعمل ردات أفعال.  بدنا "فعل"، محتاجين ناخد المبادرة ومش بس بإننا نطالب، لأ ونعمل ونشتغل حقيقي على وضع نظم إجتماعية وإقتصادية وسياسية مختلفة بنطمح تبقى عندنا ونعّود أنفسنا ونربي أبناءنا عليها، لأنه بالآخر الناس اللي بتقعد في "الكراسي" اللي بتدير النظام على كل المستويات هي كمان ناس من نتاج مجتمعاتنا، ومجتمعاتنا نتاج إحنا شو بدنا بشكل كبير – لو كان هالشيء من مصلحتنا المباشرة إحنا أولاد وبنات البلد – لو بدنا. 

الخميس، 19 يناير 2012

فِتنة ...

تصوير - هانية عســوَد - القاهرة
تلكَ هيَ فتنةُ أيقاعِ الحياةِ
المدججةَ برواسبِ تقاليدَ بالية
والممزوجة بكبرياءِ ذكوريّ غريزيّ

يسمحُ - وعنْ وعيّ -

لأن تُمحى - قهراً - منظومةَ فصولٍ كاملة، عبقة،

ممتلئة بكافة ألوانِ الطيفِ الباهية ..

لأن يُوأدَ الخريفُ في عزّ خريفهِ ..

لأن يُقفل البابُ أمامَ أيّ منظومةٍ جديدةٍ

كانْ يُمكنُ لها - رُبما - أنْ تحميَ ماءَ وجهَ وحرمةَ كلّ ما كانَ

وإنقضى ..

هانيــة عَســـوَد
يناير 2012